فيروس الورم الحليمي (Papiloma Virus)
هذا هو المُسَبِّب الأكثر شيوعًا للأمراض التي تنتقل بواسطة الاتّصال الجنسي. بعد الإصابة الأولى، يُمكن أن يؤدي الفيروس إلى مرض مُزمن في الجهاز التّناسلي لدى المرأة وأن يؤدِّي لتغييرات، مثل ظهور بثور تُسبب مُعاناة كبيرة، وكذلك إلى تغييرات سرطانيّة. فيروس الورم الحليمي هو المُسبب الحصري لسرطان عُنق الرَّحم وكذلك يُسبّب نسبة كبيرة من حالات السّرطان في منطقة الفرج (Vulva)، المهبل (Vagina)، فتحة الشّرج والقضيب.
اللقاحات للمرض لا تحوي مادّة حيَّة. إنها تُنتَج بواسطة الهندسة الجينيّة وهي على شكل “جزيئات شبيهة بالفيروس” مُكَوَّنة من البروتين الرَّئيسي لكبسولة الفيروس، دون مادّته الجينيَّة.
رابط للمرض الذي يحمي منه هذا اللقاح
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو العدوى الأكثر شيوعا التي تنتقل عن طريق الاتّصال الجنسي في العالم الغربي والمُسبب الحصري لسرطان عنق الرَّحم ولظهور البثور على الأعضاء التَّناسليَّة.
كذلك، فإن سُلالات HPV تسبب %65- %75 من حالات سرطان المهبل (VAGINA) والفرج (VULVA)، إلى %90 من سرطان فتحة الشّرج ׁׁׁׂ(ANUS)،
50% من حالات سرطان القضيب وإلى %70 من حالات سرطان البلعوم.
السُّلالات من النوع 16 و- 18 مسؤولة عن حوالي %70 من عدد المريضات بسرطان عنق الرّحم من سرطان الخلية الحرشفية وعن %80 وعن السّرطان الغُدِّي في عُنق الرَّحم.
السُّلالات 6 و- 11 مسؤولة عن %90 من الثآليل المخروطيَّة (Condyloma Acuminata)، تقريبًا جميع حالات البثور تتكرر في المجاري التّنفسية في الطّفولة، وكذلك، في الإصابات السابقة للتسرطن بدرجة منخفضة، في الأعضاء التناسلية.
اللقاح الذي يُنتَج بواسطة الهندسة الجينيّة هو على شكل “جزيئات شبيهة بالفيروس” مُكَوَّنة من البروتين الرَّئيسي لكبسولة الفيروس، دون مادّته الجينيَّة. بهذا الشّكل يؤدي اللقاح إلى إنتاج أجسام مُضادّة تمنع الفيروس من الإلتصاق بالخلايا ولكنه لا يستطيع أن يسبب التّحوّل السّرطاني.
اللقاحان الرئيسيَّان المتوفّران في الوقت الراهن في العالم:
اللقاح الثنائي التكافؤ، GSK) Cervarix): يحوي مُستَضدات السُّلالات 16 و- 18 (لا يحوي السلالات التي تسبب الثآليل المخروطيَّة) بإضافة نظام مُساعِد جديد يحوي أملاح الألومنيوم بإضافة MPL. تمت المُصادقة على استخدامه في البلاد سنة 2008 وهو مُسَجَّل للفتيات والنّساء في الأجيال 9- 45.
اللقاح الرّباعيّ التكافؤ، MSD ) Gardasil ) يحوي مُستَضدات السُّلالات 16 و- 18، وكذلك 6، 11 مع أملاح الألومنيوم التي تُستخدم كمادة مُساعِدة. اللقاح مُسَجَّل للفتيات والنساء من جيل 9 وحتَّى جيل 45، وللأولاد والرّجال من جيل 9 حتَّى 26 سنة.
لقد أظهرت التّجارب الإكلينيكيّة أن اللقاحين يُحفِّزان استجابة مناعيَّة ممتازة، وفَعّالَين جِدًّا. كلا اللقاحين أظهرا حماية جيدة للغاية ضد التغيرات السرطانية في عنق الرحم طوال فترة ست سنوات من المتابعة على الأقل.
كلا اللقاحين أظهرا حماية (وإن كانت أقل) ضد سلالات مُسَرطنة غير مشمولة في التَّطعيم، بألأساس السّلالات 31 و- 45. اللقاح الثنائي التَّكافؤ قُدرة أعلى على إنتاج مُستَضدات ضد هذه السّلالات (ضد السلالة 45 أكثر) بينما اللقاح الرّباعي التَّكافؤ أظهر حماية جُزئيَّة في الوقاية من العدوى والإصابات السابقة للتسرطن، وفي الأساس تلك النَّاتجة عن HPV من السّلالة 31.
بالرّغم من أن اللقاحات فعَّالة في الوقاية من العدوى ضد سُلالات من فيروس الورم الحليمي HPV المشمولة فيها، فهي لا تغيّر النَّتيجة بالنّسبة للعدوى بهذه السّلالات إذا حدثت قبل إعطاء التَّطعيم.
لقاح تُساعيّ التَّكافُؤ: هذا اللقاح يحوي، بالإضافة للسلالات الموجودة في اللقاح الرّباعي التّكافؤ، السلالات 31، 33، 58، 52، 45. تضمين هذه السّلالات من شأنه أن يمنع نسبة 20 بالمائة إضافيَّة من حالات سرطان عنق الرَّحم (منع 90 بالمائة من الحالات مُقابِل منع حوالي 70 بالمائة في اللقاحين الأقدم).
التَّطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري يوصَى بإعطائه ضمن اللقاحات الروتينيَّة للفتيات وللنِّساء في إسرائيل وفي العديد من دُوَل العالَم الأُخرَى.
طريقة وأوقات التَّزويد
يُمكن استخدام أحد اللقاحين المتوفّرين وفقًا للمُؤشِّرات التي صودقت عند تسجيل المُستَحضَرات:
اللقاح الرّباعيّ التكافؤ، MSD ) Gardasil ) صودق على تزويده للأجيال 9 حتَّى 26 سنة بـِ 3 جُرعات داخل العضلة في فترة 0، 2 و-6 أشهُر.
اللقاح الثنائي التكافؤ، GSK) Cervarix) صودق على تزويده للأجيال 10 حتَّى 45 سنة بـِ 3 جُرعات داخل العضلة في فترة 0، 2 و-6 أشهُر.
يوصَى بالتّطعيم بأحد اللقاحَين قُبيل البدء بالنَّشاط الجنسي.
يُمكِن التَّطعيم لـِ HPV في نفس الوقت مع التّطعيمات الأخرَى المُوصَى بها.
في المرحلة هذه لا تتوفّر تجربة للجمع بين هذين اللقاحَيْن.
تزويد جُرعَتَين مُقابِل 3 جُرعات:
أظهرت الأبحاث الإكلينيكيّة استجابة مناعية جيّدة جدا بعد جُرعتين من اللقاح لسرطان عُنق الرَّحم مع بعض التَّقييدات:
جميع الأبحاث تتعلّق بفتيات صغيرات من جيل 14 سنة، لذلك فإنها لا تنطبق على الفتيات الأكبر سِنًّا.
لا تتوفّر مُعطَيَات كافية طويلة الأمد حول النَّجاعة الإكلينيكيَّة في الوقاية من الإصابات السابقة للتسرطن.
تطعيم الشبيبة:
يُوصَى بتطعيم الفتيان والشّبان وفقًا للمُؤشِّرات (للأجيال 9- 26 سنة) للأسباب التَّالية:
1. تطعيم الشّبَّان يُقلل تعرُّض الزوجات للفيروس ويُسهِم في تقليل حالات سرطان عُنق الرَّحم.
2. تطعيم الشّبَّان سوف يُقلل من حالات سرطان فتحة الشَّرج، القضيب وسرطان البلعوم لدى المُطَعَّمين.
يُمكن التَّطعيم لـِ HPV في الظروف الخاصَّة التَّالية أيضًا:
أ. في حال وجود جواب غير سليم أو غير قاطِع لمسحة عُنق الرّحم.
ب. النِّساء المُرضِعات.
ج. في حالات قمع نظام المناعة بسبب المرض أو الأدوية الثانوية- ولكن في هذه الحال لا يُمكن ضمان النّجاعة التَّامة للقاح (لا تتوفّر حتّى الآن معلومات حول ذلك في المراجع).
نظرًا لأن اللقاح لـِ HPV – لا يحوي كل السّلالات التي يُمكن أن تسبب سرطان عُنق الرَّحم، ينبغي مُتابعة إجراء فحوصَات الكشف عن سرطان عُنق الرَّحم (أي، فحصPAP ) لدى النساء الصّغيرات والفتيات اللواتي تمّ تطعيمهنّ.
تزويد اللقاح لـِ HPV لا يشجع البدء بالنشاط الجنسي المبكر، وكذلك، لا يُغيِّر التَّوصِيات بشأن وسائل الوقاية ضد الأمراض التي تنتقل بواسطة الاتّصال الجنسي.
نتائج حول فائدة/ فعاليَّة اللقاح
نظرًا لأن التّحوّل السّرطاني يُمكن أن يظهر بعد سنوات، وأحيانًا عقود، من الإصابة بالفيروس، فإن الدّليل القاطع والتّام على نجاعة اللقاح في الوقاية من سرطان عُنق الرَّحم يُمكن الحصول عليه على المدى الأبعد، بعد عدَّة سنوات. بالمُقابِل، توجد أدلّة كثيرة على نجاعة اللقاح حتَّى على المدى القصير.
– أستراليا من أوائل الدُّوَل التي أدرجت التّطعيم لسرطان عُنق الرَّحم ضمن البرنامج الوطني للتَّطعيم (في سنة 2007) مع تحقيق مُعَدَّلات تحصين عالية (%70). في نطاق التّطعيم يُزوَّد اللقاح للفتياتت في جيل 12- 13 سنة خلال استكمال مجموعة التَّطعيمات للنّساء حتَّى جيل 26 سنة.
تظهر البيانات من أستراليا أنه بمرور حوالي 4 سنوات على إدراج التّطعيم، لوحِظَ انخفاض حاد في نسبة البثور في الأعضاء التناسلية لدى النساء والرّجال، من ناحية، وفي التغييرات السّابقة للفتيات طن في عنق الرحم من ناحية أخرى.
انتشار المُعطَيات السابقة للتسرطن في عنق الرّحم على درجة عالية (Abnormality (High-Grade لدى الفتيات في جيل أقل من 18 سنة، قلّ بشكل كبير بعد بدء برنامج التَّطعيم بالمُقارنة مع السنوات الأربع التي سبقت البدء في البرنامج في أستراليا. في الولايات المتّحدة لوحظ انخفاض كبير في الإصابات السابقة للتسرطن بدرجة CIN2+ على خلفيّة سُلالات الفيروس 16/18 لدى النساء اللواتي تم تطعيمهن قبل فحص الـ PAP بـِ 24 شهرًا على الأقل.
خلال فترة التَّطعيم في أستراليا انخفضت نسبة النِّساء والرِّجال (حتَّى جيل 30) الذين تم لديهم تشخيص بثور في الأعضاء التَّناسليَّة. الإنخفاض الأكبر لوحِظَ لدى النساء تحت جيل 21. في مجموعة الجيل هذه انخفضت النسبة بأكثر من %90 (من نسبة %11.5 في سنة 2007 إلى نسبة %0.85 في سنة 2011). وقد وصفت نتائج مماثلة في بلدان أخرى أيضًا (مثل الدّنمارك، نيوزيلندا، ألمانيا والولايات المُتَّحِدَة).
لقد أظهر بحثٌ أُجرِيَ في الولايات المُتَّحِدَة أنه بعد ست سنوات من التَّطعيم قلَّت بـِ %64 نسبة وجود سُلالات لقاح الـ HPV لدى الفتيات في جيل 14- 19 سنة، وبـِ %34 لدى الفتيات في جيل 20- 24.
آثار جانبيَّة
بحسب مُعطَيات الأبحاث الإكلينيكيَّة، تبيّن أن اللقاحين مأمونَين ولم تتبيَّن علاقة مع آثار جانبيَّة جديَّة. لم تكُن هناك أيّة صِلَة بين تزويد اللقاح الرُّباعيّ التَّكافُؤ وبين ردود فعل خطيرة من التّطعيم، مثل، مُتلازمة Gullian Barre، تكوّن جلطات في الأوعية الدّمويَّة وموت نتيجة التّطعيم.
لم يتم العثور على علاقة سببية بين التطعيمات لـِ HPV وبين أمراض المناعة الذَّاتيَّة.
لجنة تابعة للجمعية الطبية الأوروبية لم تعثر على أي دليل لعلاقة بين التّطعيمات لـِ HPV وبين ظواهر مثل:
– (complex regional pain syndrome (CRPS
– (postural orthostatic tachycardia syndrome (POTS.
موانع
لا توجد موانع خاصّة عدا الموانع العامّة لإعطاء التَّطعيمات
وسائل احتياط:
ينبغي تأجيل التّطعيم أثناء مرض حُمَّى حاد. نظرًا لأنه يوجد لدى المُراهِقات ميلٌ إلى الإغماء أثناء إعطاء التّطعيمات، يوصَى بأن تكون المُطَعَّمات في حالة جلوس أو إضطجاع لمدّة 15 دقيقة بعد تزويد اللقاح.
لا يُوصَى باستخدام اللقاح لـِ HPV أثناء الحمل، ولكن لا توجد حاجة لإجراء فحص حمل قبل البدء في مجموعة التَّطعيمات. إذا حملت الفتاة خلال إعطاء التَّطعيمات، ينبغي تأجيل تزويد سائر الجُرعات التالية حتَّى انتهاء الحمل.
رابط للمرض الذي يحمي منه هذا اللقاح
رابط لصفحة الـ HPV على موقع الـ CDC
References
Donovan B, Franklin N, Guy R, Grulich AE, Regan DG, Ali H, Wand H, Fairley CK. Quadrivalent human papillomavirus vaccination and trend in genital warts in Australia: analysis of nationalsentinel surveillance data. Lancet Infect Dis. 2011;11(1):39-44.
Ali H, Donovan B, Wand H, et al. Genital warts in young Australians five years into national human papillomavirus vaccination programme: national surveillance data. BMJ 2013;346:f2032.
Flagg EW, Schwartz R, Weinstock H. Prevalence of anogenital warts among participants in private health plans in the US, 2003–2009: potential impact of HPV vaccination. Am J Public Health 2013;103:1428–35.
Baandrup L, Blomberg M, Dehlendorff C, Sand C, Anderson KK, Kjaer SK. Significant decrease in the incidence of genital warts in young Danish women after implementation of a national human papillomavirus vaccination program. Sex Transm Dis 2013;40:130–5.
Markowitz LE, Liu G, Hariri S, Steinau M, Dunne EF, Unger ER. Prevalence of HPV AfterIntroduction of the Vaccination Program in the United States. Pediatrics. 2016;137: 1-9.
Tomljenovic L, Shaw CA. Human papillomavirus (HPV) vaccine policy and evidence-based medicine: are they at odds? Ann Med. 2013 ;45(2):182-93.
Bornstein J, Shavit O. Human Papillomavirus-Associated Diseases in Israel – The Controversy Continues. Vaccine.2013;31 Suppl 8: vii-x.
Chao C, Klein NP, Velicer CM, Sy LS, Slezak JM, Takhar H, Ackerson B, Cheetham TC, Hansen J, Deosaransingh K, Emery M, Liaw KL, Jacobsen SJ. Surveillance of autoimmune conditions following routine use of quadrivalent human papillomavirus vaccine. J Intern Med. 2012;271:193-203.
Mok CC, Ho LY, Fong LS, To CH. Immunogenicity and safety of a quadrivalent human papillomavirus vaccine in patients with systemic lupus erythematosus: a case-control study. Ann Rheum Dis. 2013;72:659-64.
Human papillomavirus vaccination coverage among adolescent girls, 2007-2012, and postlicensure vaccine safetymonitoring, 2006-2013 – United States. MMWR Morb Mortal Wkly Rep. 2013 Jul 26;62:591-5.
HPV vaccines: EMA confirms evidence does not support that they cause CRPS or POTS. http://www.ema.europa.eu/ema/index.jsp?curl=pages/medicines/human/referrals/Human_papillomavirus_vaccines/human_refe